مظلوم عبدي: لدينا 110 آلاف مقاتل ونتمسك بهيكلية قواتنا في جيش سوريا المستقبل

كشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، عن قيام القوات الأمريكية بالانتشار في مناطق جديدة شرق الفرات، موضحا أن الوضع شرق الفرات معقد أكثر بكثير من السابق.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطي مظلوم عبدي في حوار اجرته معه جريدة الشرق الاوسط اللندنية ونشرته صباح اليوم : إن قوات سوريا الديمقراطية  لم توافق على جميع بنود اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا بينها الإشارة إلى اتفاق أضنة، موضحاً: تركيا تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي وهدفها الأساسي التطهير العرقي  وسنعدّ أي دعم أو موافقة على الخطط التركية، بمثابة مشاركة مع تركيا في عمليات التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي". 

 

وأكد رداً على سؤال توقيعه مذكرة تفاهم مع مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، قائلاً: "كنا طلبنا مراراً من الحكومة السورية نشر قواتها على الحدود لدحض الحجج (الذرائع) التركية لغزو الأراضي السورية. سابقاً، لم تتجاوب الحكومة. لكن بعد الغزو التركي الأخير تجاوبت مع ذلك، ووافقنا على نشر قوات الحكومة في جميع نقاط التماس بين قواتنا وقوات تركيا".

وقال عبدي إنه طالب خلال مفاوضات مع دمشق بالحفاظ على خصوصية "قوات سوريا الديمقراطية" التي تضم 110 آلاف مقاتل وعنصر في الأمن الداخلي، في "جيش سوريا المستقبل".

 

وسئل عن مستقبل الإدارة الذاتية، فأجاب أن المفاوضات مع دمشق "تتطلب وقتاً أكثر وحواراً أطول"، موضحاً: "المنطقة تحتاج إدارة ذات طابع سياسي".

 

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته جريدة الشرق الاوسط اللندنية مع السيد مظلوم عبدي.

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قرر الانسحاب في بداية أكتوبر (تشرين الأول) ثم تراجع عن ذلك. عسكرياً، كيف هو الوجود الأمريكي وعلاقتهم معكم في الوقت الراهن؟

 

- الانسحاب الأمريكي حصل من غرب شمال شرقي سوريا حالياً، الأمريكيون موجودون في الشرق من منطقة شمال شرقي سوريا، أي في محافظتي دير الزور والحسكة أي منطقة الجزيرة، هناك إطار عسكري لوجودهم وهناك قواعد تحدد حركة القوات الأمريكية في المنطقة، لديهم قواعد عسكرية محددة من الفرات جنوباً إلى الحدود التركية والمناطق النفطية في ديريك (المالكية) شمالاً، حيث صار لهم وجود جديد في هذه المنطقة وفي منطقة القامشلي.

 

-  لديهم 600 جندي شرق الفرات، في أي قواعد؟

 

- لديهم قوات مؤللة ويتواجدون من المثلث الحدودي على نهر دجلة إلى نهر الفرات، هذا التواجد هو مستمر وبشكل عام يمكنني القول إن القواعد العسكرية الأمريكية من حيث العدد، بقيت كما كانت سابقاً.

 

- عدد هذه القواعد؟

 

- ليس لدي عدد محدد.

 

- بالنسبة إلى مذكرة التفاهم بين القوات الأمريكية و«قوات سوريا الديمقراطية»، هل جرى أي تغيير في بنودها؟

 

- الأهداف نفسها لا تزال سارية فيما يتعلق بمحاربة داعش وهناك هدف جديد، وهو حماية الثروات النفطية.

 

-عندما اتخذ ترامب قراره بالانسحاب، تحدث بعض المسؤولين الكرد عن "خيانة أمريكية" وطعنة بالظهر، هل هذا الشعور لا يزال مستمراً؟

 

- بالطبع، الانسحاب الأمريكي المفاجئ خلق نوعاً من خيبة الأمل ونوعاً من عدم الثقة بالوعود الأمريكية التي تم إعطاؤها سابقا، نعلم أن التراجع عن قرار الانسحاب كان نتيجة الضغط من الرأي العام الأمريكي والكونغرس وجهات أخرى والأصدقاء الآخرين في قوات التحالف الدولي ضد داعش، وهذا جعلنا نشعر بنوع من التفاؤل بوجود أصدقاء لنا، أما في أمريكا، فهناك من يريد الانسحاب وهناك من يريد البقاء حتى يتم تحقيق السلام في سوريا.

 

- حالياً وبعد قرار البقاء، هل هناك سقف زمني؟ أم أنه عرضة لتغريدة جديدة من ترامب..! أم أنه مفتوح؟

 

- لا في السابق ولا الآن ليس هناك أي جدول زمني، بل هناك أهداف محددة، وهي القضاء نهائياً على داعش والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، هذا يعني أنه عرضة للتحليلات حسب الأشخاص.

 

- سابقاً، كانت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على ثلث سوريا ومعظم الثروات، أما حالياً، هذه المنطقة فيها 4 أطراف: قوات التحالف بقيادة أمريكا، وهناك روسيا، وكذلك الدولة التركية، إضافة إلى قوات الحكومة السورية. في حال تعرضت قوات سوريا الديمقراطية للاعتداء من أي طرف، هل هناك ضمانات أمريكية بالدفاع عنكم وعن قواتها ضد ذلك؟

 

- القوات الأمريكية مسؤولة عن المناطق المنتشرة فيها، هم صرحوا بذلك وأكدوا ذلك، لكن أيضاً لدينا اتفاقات عدة، الاتفاقية التي عقدها الأمريكيون مع تركيا في أنقرة، واتفاقية سوتشي بين روسيا وتركيا، وهناك تفاهم بيننا والقوات الحكومية السورية بضمانة روسيا وتفاهم معها، هذه الأطر تحدد وجود هذه القوات في المنطقة، قوات الدولة التركية تقوم بالاحتلال والغزو، وتم تحديد المناطق بالاتفاقيات التي ذكرتها. المطلوب من الجميع هو الوفاء بالالتزامات الموجودة في هذه الاتفاقات.

 

- سنأتي إلى هذه الاتفاقات، لكن سؤالي هو أنه في حال تعرضكم لأي هجوم من أي طرف من هذه الأطراف، فإن الأمريكيين سيدافعون عنكم أم أن مهمة الأمريكيين فقط حماية النفط وقتال داعش؟

 

- أستطيع القول: نعم عن هذه النقطة.

 

- أي، في حال تعرضتم لأي هجوم من أي طرف، فإن القوات الأمريكية ستدافع عنكم، صحيح؟

 

- نعم، هناك تعهد في هذا المجال.

 

- بالنسبة إلى الوجود التركي شرق الفرات، هناك مذكرة أمريكية وأخرى روسية مع تركيا، بحيث تم تحديد منطقة بين تل أبيض ورأس العين. هل تعدون هذين الاتفاقين مرضيين وجرى تنفيذهما؟

 

- دعنا نكون دقيقين. نحن وافقنا على البنود التي تتعلق بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات من مناطق معينة، وتم تنفيذ هذه البنود في شكل كامل من طرفنا. لكننا لا نقبل الوجود التركي وشرعنة الاحتلال التركي. لذلك لم نوافق على جميع البنود ولم يؤخذ رأينا في ذلك.

 

- لكن البنود المتعلقة بعمق انسحاب وحدات حماية الشعب والسلاح الثقيل، جرى تنفيذها وتركيا تقول إنها لم تنفذ كاملة؟

 

- بالعكس، الجانب التركي خرق هذه الاتفاقيات. في 17 تشرين الأول تم إبرام الاتفاقية بين أمربكا وتركيا، ونحن قمنا بتنفيذ ما يتعلق بنا في شكل كامل.

 تركيا، هي التي راوغت نحو شهر واستمرت بالتقدم واحتلال مناطق خارج منطقة الاتفاق.

من جهتنا، قمنا الوفاء بجميع البنود من الناحية العسكرية.

 

- سمعت أن روسيا تدخلت ووضعت حدوداً للتقدم التركي شرق الفرات وجرى الانتشار وفتح الطريق بين القامشلي وحلب. هل هذا صحيح؟ وهل أمريكا لا تزال وسيطاً بينكم وبين تركيا؟

 

- هناك مفاوضات غير مباشرة بيننا وبين تركيا عبر الأمريكيين وتتعلق بموضوع تنفيذ اتفاق أنقرة.

 

- حول ماذا؟

 

- حول الانتهاكات التركية لهذه الاتفاقية ومحاولات تركيا القيام بعمليات تغيير ديموغرافي في المنطقة التي احتلتها ومنع عودة النازحين إلى مناطقهم والاستيلاء على الممتلكات ومحاولة التهديد بجلب آخرين إلى هذه المنطقة. كل هذه المسائل التزمت أمريكا بتنفيذها، وهي ملتزمة بفرض التزام تركيا ببنود اتفاق أنقرة.

 

- تركيا تخطط بداية لإسكان مليون شخص بين رأس العين وتل أبيض. والرئيس التركي رجب طيب إردوغان طلب في القمة الرباعية في لندن بداية الشهر المساهمة البريطانية والفرنسية والألمانية في تنفيذ الخطة. الأوروبيون يرفضون المشاركة في إعادة سوريين إلى غير مناطقهم. ماذا تبلغتم من حلفائكم الأوروبيين؟

 

- بالتأكيد، دولة الاحتلال التركي لا تقوم فقط بالتغيير الديموغرافي، بل بالتطهير العرقي.

 

- تطهير عرقي؟

 

- تركيا هدفها القضاء على الشعب الكردي. حالياً، تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي وهدفها الأساسي التطهير العرقي. رأينا ذلك في عفرين. الشعب لجأ إلى مناطق مجاورة ويتم قصف يومي للمدنيين. ما تقوم به تركيا أمر غير مقبول ويجب ألا يحصل على أي دعم من أي جهة دولية كانت. وسنعدّ أي دعم أو موافقة على الخطط التركية، بمثابة مشاركة مع تركيا في عمليات التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي.

 

- بالعودة إلى الاتفاقات. وقعت مذكرة تفاهم مع مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك لانتشار قوات حرس الحدود السورية على حدود تركيا وشرق الفرات. هل ممكن ذكر تفاصيل المذكرة؟

 

- هذا الاتفاق لا علاقة له بالغزو التركي. كنا طلبنا مراراً من الحكومة السورية نشر قواتها على الحدود لدحض الحجج والذرائع التركية لغزو الأراضي السورية. سابقاً، لم تتجاوب الحكومة السورية. لكن بعد الغزو التركي الأخير تجاوبت دمشق مع ذلك، ووافقنا على نشر قوات الحكومة في جميع نقاط التماس بين قواتنا وقوات تركيا. حالياً، ليست هناك أي نقاط تماس بيننا وبين الجيش التركي.

 

- هذا بموجب مذكرة بينك وبين اللواء مملوك...

- صحيح. هو وقع باسم الحكومة وضمانة روسيا.

 

- هل يتضمن هذا التفاهم أي تعاون بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة ضد الهجوم التركي؟

- بصراحة يجب أن توجه هذا السؤال إلى الحكومة السورية. هي قادرة على الإجابة. حالياً وجود قوات الحكومة هدفه إعلان الوجود الرسمي على حدود تركيا. من المفروض أن تكون عملية مقاومة الاحتلال التركي، عملية وطنية مشتركة.

 

- هل طلبتم هذا من دمشق؟ وما الجواب؟

- أفضل أن تسأل السؤال لهم.

 

- إحدى أولويات روسيا لضمان الاتفاق بينكم وبين دمشق، هي تنفيذ اتفاق أضنة لعام 1998. صحيح؟

- صحيح.

 

- لكن كما نعرف أن اتفاق أضنة الموقع في 1998 يتضمن التعاون بين دمشق وأنقرة للتعاون ضد حزب العمال الكردستاني والتوغل شمال سوريا بعمق 5 كيلومترات. صحيح؟

- صحيح.

 

- إذن، هل أنتم قلقون من احتمال تطور المسارات لحصول تعاون مستقبلي بين أنقرة ودمشق برعاية روسية ضدكم؟

- أولاً، دعني أوضح نقطة. نحن لم نوافق على جميع النقاط في اتفاق سوتشي. قلنا ذلك، ونقول إنه لدينا تحفظات على بعض البنود بينها هذا البند. هناك بنود عسكرية وافقنا عليها وقمنا بتطبيقها في شكل كامل. لكن بعض الأمور وما يتعلق بمستقبل سوريا ومستقبل المنطقة (في شرق الفرات) نعدّها غير واقعية وغير صحيحة وتؤثر في شكل سلبي ولن نقبل بها.

بالنسبة إلى اتفاقية أضنة، نحن نعدّ أنه ليست هناك أي أرضية لتطبيق هذه الاتفاقية. اتفاقية أضنة هي بين الجانبين. على تركيا أن تلتزم بها بوقف دعم مجموعات الإخوان المسلمين والمعارضة التابعة لها، ويجب منع تدخل تركيا في سوريا ودعمهم.

هذا لا يمكن أن تقوم به تركيا حالياً. تركيا موجودة في سوريا بكامل قواتها وتقدم الدعم الكامل لما يسمى الجيش الحر والإخوان المسلمين. ليست هناك أي أرضية لتنفيذ اتفاقية أضنة.

 

- لكن جزءاً من الاتفاقية طبق؛ عمق الانسحاب والدوريات...

- هذا جانب عسكري. وكانت لدينا تحفظات على بنود أخرى.

 

- هناك حالياً قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف، وقوات روسية وتركية وسورية. هل أنت قلق من احتمال الصدام في هذه الصورة المعقدة والمتداخلة شرق الفرات رغم التفاهمات؟

- بصراحة الوضع معقد أكثر بكثير من السابق، ويمكن أن تحصل مفاجآت عسكرية، لكننا نحاول متابعة الأوضاع على الأرض لمنع حصول ذلك. لدينا مجموعات تنسق مع القوات الحكومية والروسية. ولدينا مجموعات تنسق مع القوات الأمريكية. حتى الآن تقوم قواتنا بعملها على أكمل وجه لتجنب حصول مفاجآت.

 

- في مذكرة التفاهم مع دمشق، جرى الاتفاق على تأجيل مناقشة البعد السياسي. صحيح؟

- دعني أقول الأمور بصراحة: كان هناك وضع عاجل واستثنائي. كان هناك غزو تركي تطلب أن نقف معاً لوقف الغزو، فحصل تفاهم مع الحكومة السورية. بالنسبة إلى الاتفاقات السياسية، أظن أنها تتطلب وقتاً أكثر وحواراً أطول. لا بد أن تجتمع الوفود لفترة أطول للوصول إلى تفاهمات سياسية.

 

- سمعنا تصريحات مختلفة من دمشق حول العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية؛ أحدها الاستعداد لقبول اندماج هذه القوات فردياً ضمن الجيش، ما موقفكم؟

- موقفنا واضح جداً، وهو أن قوات سوريا الديمقراطية هي قوات وطنية سورية وجزء من المنظومة الدفاعية السورية ونريد أن نكون جزءاً من المنظومة الدفاعية السورية في سوريا المستقبل، وأن يكون لها بعد دستوري أيضاً.

قوات سوريا الديمقراطية تشكلت خلال الحرب لحماية المنطقة عندما انسحب الجيش الحكومي، وهي تقوم بحماية المنطقة من الجميع داخلياً وخارجياً: القوات التركية والمجموعات الإرهابية. استطعنا الحفاظ على المنطقة وأثبتت صفتها الوطنية وقدراتها العسكرية. ونطلب أن يكون لهذه القوات نطاق طبيعي ضمن المنظومة الدفاعية السورية، هو أن تقوم بحماية هذه المنطقة التي حررتها في شمال شرقي سوريا وأن يخدم أفرادها ضمن هذه المنطقة ويقومون بواجبهم الوطني في هذه المنطقة كأحد تشكيلات جيش سوريا.

 

- ما عدد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» من جيش وشرطة؟

- الآن، القوات المسلحة وقوات الأمن زاد عددها بسبب الغزو التركي، حيث كان هناك استنفار لانضمام الشباب. عدد «قوات سوريا الديمقراطية» هو 80 ألفاً. ولدينا 30 ألفاً من قوات الأمن الداخلي. يعني إجمالي العدد هو 110 آلاف مقاتل وعنصر أمن.

 

- هذا يكفي لتشكيل فيلقين في الجيش؟

- نعم، صحيح.

 

- كيف يمكن عسكرياً الحفاظ على هذا الكيان ليكون مستقلاً عن الجيش؟

- هناك تجارب مختلفة في بلدان أخرى. هي قوات موجودة على الأرض ولا نقوم بتشكيلها، بل هي تقوم بواجبها الدفاعي وأصبح لديها ضباط وعسكريون خلال 8 أعوام. يمكن أن تكون على شكل فيلقين - كما ذكرت - أو قيادة عسكرية لمنطقة شمال شرقي سوريا ضمن 3 مناطق في جيش سوريا.

 

- هل طرحتم هذا على دمشق؟

- هناك حوار معهم. الآراء مختلفة ونهدف إلى الوصول إلى حل وسط مشترك.

 

- ما تصورك لهذا الحل الوسط؟

- أن تكون هناك خصوصية لهذه القوات وأن يخدم أبناؤها في المنطقة وأن تكون لها قيادة وأن تبقى القيادة الحالية وتخدم هذه المنطقة وتحافظ على هيكليتها، لكن يمكن أن يعدل ذلك بما يتناسب مع هيكلية الجيش السوري في شكل عام.

 

- هل طرحتم ذلك على روسيا؟

- نعم. الروس أيضاً لديهم رؤية إيجابية بالموضوع. هم يقومون بدور مساعد بهذا الأمر.

 

- هل روسيا تتفهم موقفكم أكثر من دمشق؟

- روسيا باعتبارها الدولة الضامنة، تحاول القيام بدور إيجابي للوصول بين الطرفين إلى حل يرضي الطرفين.

 

- هل يمكن تكرار تجربة الفيلق الخامس الروسي؟

- لا، نحن نتحدث عن قوات موجودة أساساً، حاربت الإرهاب والاحتلال وأثبتت نجاحها ولديها قيادات عسكرية ومؤسسات عسكرية ضخمة. هي موجودة وليس المطلوب بناء قوات جديدة (كما حصل في الفيلق الخامس الروسي في جنوب سوريا).

 

- ماذا عن موقف أمريكا؟

- لا أظن أنهم سيعترضون على ذلك. إذا وصلنا إلى حل يرضي طموحاتنا.

 

- هناك من يقول إن قوات سوريا الديمقراطية هي قوات كردية عمادها، وحدات حماية الشعب. ما تشكيلة هذه القوات؟

- أسمع ذلك. هذه الاتهامات ليست صحيحة أبداً. بشكل أخص، الاحتلال التركي ينشر هذه الاتهامات الباطلة. قوات سوريا الديمقراطية هي قوات وطنية سورية بامتياز، فيها جميع مكونات الشعب السوري، العرب والكرد والآشوريون والتركمان والأرمن. لهم ممثلون بالقيادة. نسبة العرب والكرد مناصفة إلى جانب تشكيلات من المكونات الأخرى.

 

- لكن هناك من يقول إن نسبة الكرد في شرق الفرات لا تساوي نصف الشعب. هناك اتهامات بأن الكرد يسيطرون على مناطق عربية؟

- «وحدات حماية الشعب» الكردية قامت بداية بتحرير مناطق عربية من «داعش». هذا كان في البداية، لكن بعد تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» عبر تحالف جميع الفصائل بما فيها العربية، فإن تحرير المناطق العربية قامت به «قوات سوريا الديمقراطية». كما أن قيادة المجالس العسكرية في المناطق العسكرية مثل منبج ودير الزور والرقة والطبقة، أغلبها - إذا لم أقل كلها - من شباب المنطقة والمكون العربي. هم يقومون بقيادة تشكيلاتهم العسكرية.

 

- هناك من يقول إن مشروعكم الحقيقي هو الانفصال ونسخ تجربة كردستان العراق. ما ردكم؟

- الوضع مختلف جداً عن كردستان العراق. لها خصوصية وذات أغلبية كردية ساحقة. نحن في منطقة فيها كل المكونات وبعض المناطق ذات غالبية عربية، مثل دير الزور والرقة وغيرهما. لا يوجد كرد فيها. أكدنا مراراً أنه ليس هناك مشروع انفصالي أو تشكيل دولة كما يقال. الأمر يتعلق بإدارة المنطقة من أبناء المنطقة. هذا كل ما في الأمر.

 

- الواجهة السياسية لكم هي الإدارة الذاتية وتقترحون الحفاظ عليها من الإدارة المحلية التي تقترحها دمشق. صحيح؟

- بالأساس، الموضوع لا يخص المصطلحات. الموضوع الجوهري أن المنطقة تحتاج إدارة ذات طابع سياسي. المنطقة تتطلب أن يكون لها جانب سياسي. اللامركزية سواء كانت محلية أم ذاتية يجب أن يكون لها جانب سياسي وأن ينتخب أبناء المنطقة إدارتهم ويديرون مناطقهم ويقومون بالواجب العسكري في مناطقهم وقوات الأمن الداخلي تحمي مناطقهم. النموذج الموجود حالياً، ليس انفصالاً. نريد الحفاظ عليه والاستمرار به بعيداً عن المصطلحات.

 

- ماذا عن الثروات الطبيعية في شرق الفرات من نفط وغاز وسدود. هل هذه ورقة تفاوضية مع دمشق؟

- قمنا بواجبنا الوطني بالحفاظ على هذه الثروة الوطنية في خضم هذه الحرب الكبيرة. لم نجعلها تقع في أيدي الإرهابيين ولا أن تستخدم ضد الدولة السورية. استطعنا الحفاظ عليها. نستطيع القول أيضاً إنه حتى الآن نتقاسم هذه الثروات؛ سواء الكهرباء أو السدود والثروات النفطية مع جميع أبناء الشعب السوري.

 

- النفط أيضاً؟

- حتى الآن، نحرص على أن يستفيد الجميع من هذه الثروات. رغم الحرب، قمنا بواجبنا حتى الآن إلى أن يتحقق هذا دستورياً.

 

- ماذا تقصد دستورياً؟

- دستورياً، أي أن يستفيد من هذه الثروات جميع أبناء الشعب السوري. هذه الثروات للدولة السورية. والدولة السورية يجب أن توزع الثروات على الجميع بشكل عادل. كل ما يقال حول احتكار الثروات الوطنية أو احتكار الثروات الموجودة، غير صحيح. حالياً، نقوم بتقاسم هذه الثروات مع الجميع وجميع المحافظات السورية في شكل مناسب.

- بما فيها الحكومة السورية، هناك نفط يذهب إلى مناطق الحكومة...؟

- نعم، بما في ذلك الحكومة السورية. الجميع يعرف ذلك. هذا يحصل في شكل غير مباشر. رغم عدم وجود أي اتفاقية بيننا وبين الحكومة، نحرص أن يستفيد من هذه الثروات جميع أبناء الشعب السوري، وهذا يجري حالياً. الكهرباء من سد الطبقة، تذهب إلى حلب وتستفيد منها المناطق الغربية. الثروات النفطية الموجودة في الجزيرة ودير الزور تذهب إلى المناطق الغربية (حيث تسيطر الحكومة).

 

- هل هناك أرقام عن إنتاج النفط؟

- لست خبيراً في هذا المجال، لكن نؤكد أن تقاسم الثروات يتم في شكل يصل إلى جميع المناطق.

 

- فيما يتعلق بالحوار مع المعارضة. أين هو؟

- أظن أن الضغط التركي أثر في شكل كبير على ذلك وعلى التقارب مع فصائل المعارضة المعتدلة المقبولين. الغزو التركي أثر وموقفهم (الفصائل المعارضة) كان منحازاً للغزو التركي.

 

- توقف الحوار؟

- ليس هناك أي تقدم حالياً. توقف الحوار.

 

- ماذا عن اتصالاتك بالرئيس ترمب واحتمال زيارتك لواشنطن؟

- الاتصال الأول مع ترمب كان لوقف الغزو التركي الذي كان جارياً. الرئيس ترمب وعد بأنه سيتحدث مع اردوغان لوقف الغزو. بعد ذلك، حصلت اتفاقية وقف النار (في أنقرة في 17 أكتوبر). الاتصال الثاني، كان ليعلمنا أن القوات الأمريكية ستبقى وسنعمل معاً وسيكون هناك وجود أمريكي في شكل رسمي. دعاني لزيارة واشنطن واللقاء به لبحث هذه الأمور.

 

- هل هناك موعد؟

- سنقوم بالزيارة في الوقت المناسب.

 

- هناك اعتراض تركي؟

- الآن، هناك عملية تغيير ديموغرافي في المناطق المحتلة سواء في عفرين أو غيرها من المناطق الجديدة. هذا أمر خطر جداً لا يستهدف الوجود الكردي فقط، بل الشعب السوري عموماً. هناك مطامع إلحاقية (توسعية) لضم أراضٍ سورية إلى تركيا ويجب على المجتمع الدولي والرأي العام العربي التوقف عند هذه المسألة ويكون هناك موقف حازم للضغط على المجتمع الدولي لوقف العملية التي تهدد مستقبل سوريا.